«العمل الدولية»: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين في بيئة العمل

«العمل الدولية»: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين في بيئة العمل
الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل

سلط تقرير حديث صادر عن منظمة العمل الدولية، الأربعاء، الضوء على التحولات الجذرية التي يشهدها عالم العمل تحت تأثير الذكاء الاصطناعي والرقمنة والروبوتات، وكشف التقرير عن إمكانات كبيرة لهذه التقنيات في تعزيز سلامة العمال ورفاههم، من خلال تقليل المخاطر في بيئة العمل وتخفيف الأعباء البدنية والنفسية.

وأوضح التقرير أن الروبوتات ساعدت على الحد من التعرض للأخطار من خلال توليها مهاماً خطرة، مثل العمليات الجراحية الدقيقة أو الخدمات اللوجستية المعقدة، كما أسهمت في رفع الكفاءة داخل أماكن العمل، خاصة في قطاعات الإنتاج والخدمات التي تتطلب أعمالاً متكررة أو مجهدة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأكدت الدراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي حسّنت من آليات مراقبة السلامة والصحة في مواقع العمل، وأسهمت هذه التقنيات في تبسيط الإجراءات التشغيلية والكشف عن الأخطار البيئية في الوقت الفعلي، خصوصاً من خلال الأجهزة الذكية القابلة للارتداء وأجهزة الاستشعار.

أخطار تهدد السلامة

في المقابل، حذر التقرير من أخطار مرافقة لهذه التحولات التكنولوجية، أبرزها التهديدات السيبرانية، والأعطال غير المتوقعة للروبوتات، والتفاعل المعقد بين الإنسان والآلة، بالإضافة إلى أعباء العمل المتزايدة التي تفرضها الخوارزميات، ولفت إلى أن العمال الذين يقومون بصيانة أو برمجة هذه الأنظمة قد يواجهون أخطاراً جديدة لا تقل خطورة عن الوظائف التقليدية.

رصد التقرير آثارًا محتملة للترتيبات الجديدة للعمل، مثل العمل الهجين وعن بُعد، على الصحة النفسية للموظفين، فرغم ما توفره من مرونة، فإنها قد تؤدي أيضاً إلى الإجهاد، والإرهاق، ومشكلات التركيز، بسبب الاتصال المستمر، وعدم وضوح حدود الوقت بين الحياة المهنية والشخصية.

وسلطت الدراسة الضوء على أخطار متنامية تواجه العاملين في مختلف مراحل سلسلة التوريد الرقمية، بدءًا من عمال المناجم الذين يستخرجون المعادن المستخدمة في صناعة الأجهزة الذكية، وصولاً إلى العمال المعنيين بصيانة أنظمة الذكاء الاصطناعي، أو التخلص من النفايات الإلكترونية.

سياسات استباقية وآمنة

قالت منال عزي، رئيسة فريق سياسات السلامة والصحة المهنية في منظمة العمل الدولية، إن التكنولوجيا الحديثة تمثل فرصة فريدة لتقليل المهام الخطرة وتحسين ظروف العمل، لكنها شددت على ضرورة اعتماد سياسات استباقية لضمان استخدامها بشكل آمن وعادل، وأضافت: "يمكن للأتمتة أن ترفع من جودة بيئة العمل، ولكن من دون إدارة دقيقة، قد تولّد مخاطر جديدة تفوق الفوائد".

جاء التقرير بعنوان "إحداث ثورة في الصحة والسلامة: دور الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل"، ونُشر قبيل اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل الذي يصادف 28 أبريل، ويأتي في وقت يتسارع فيه التحول الرقمي عالمياً، ما يجعل من الضروري إعادة التفكير في قوانين ومعايير السلامة المهنية لمواكبة تحديات العصر الرقمي.

تحذير أممي

وسبق أن حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطرًا على السلم والأمن على المستويين المحلي والدولي، داعيًا الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة.

وقال غوتيريش في جلسة هي الأولى التي يخصّصها مجلس الأمن في يوليو2023 للبحث في مسألة الذكاء الاصطناعي: "من الجلي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير في جميع مناحي الحياة".

وتابع: "الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانات هائلة للخير والشر"، مشيرًا إلى أن التقنية قادرة على المساعدة في تعظيم الإنتاج وتطويره ووضع حد للفقر أو علاج السرطان، ومن الممكن أيضًا أن يكون لها "عواقب خطِرة جدًّا على السلام والأمن الدوليين وحقوق الملكية الفكرية".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية